السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كانت مادة القرآءة كتاب للدكتور الشيخ عائض القرني
وهو أدب الحوار
عدد الصفحات 36 صفحة
الحوار كلمة جميلة و رقيقة تدل على التفاهم و التفاوض و التجانس و قد ذكر الله تعالى
الحوار في القرآن الكريم . قال تعالى ( قال له صاحبة وهو يحاورة )
( و الله يسمع تحاوركما )
و سبب إختاري لهذا الكتاب لأن الحوار أصبح في زمننا هذا أشبة
بمعركة حربية تتعارك فيها الاطراف ليصل كل طرف لحلقة النصر
بالصوت و الصراخ لا بالحكمة ولا بالعقل
فنبدأ أولاً بثمرة الحوار :
الوصول الى الحق فمن كان طلبة الحق و غرضة الحق وصل الية بأقرب الطرق ,
و ألطفها و أحسنها و الطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه رسول الله
صلى الله عليه و سلم قبل أن يحمل السيف ألا وهو البينات
قال تعالى ( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات )سورة الحديد 25
و هناك قسمين للحوار :
1. خلاف التنوع وهو الذي يُسلك في الفروع
لا في الأصول ولا في الجزيئات و لا في الكليات .
2. خلاف التضاد وهو مذموم و قال الله تعالى ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا و أختلفوا من بعد ماجائهم
البينات و ألئك لهم عذاب عظيم ) ال عمران 105
و هم الذين يخالفون في القطعيات , و ثوابت الأمة و أصول الملة , فهذا خلاف مذموم
أما آداب الحوار :
1. الإخلاض و التجرد : على المحاور ان يتجرد من التعصب لأن بعضهم يعقد التعصب لفرقته
و مذهبه و فكرته ثم لا يقبل منك , و يريد ان تُسلم و تُقر له دون أن يناقشك
و يقبل منك أدلة .
2. إحضار الحجة : فإن صاحب الحجة قوي , و الحجة إما أن تكون عقلية قاطعه
أو نقلية صحيحة
و ليعلم الإنسان أن الحجة ليست برفع الصوت و المصارعة , فبعض الناس من قلة
حيلته و حجته و ضعف بصيرته
و دليلة يبدأ بالصراخ و تقطيب الوجة تم يتحول الى عالم السب و الشتم
و هذا ليس من الحوار في شيء
3. السلامة من التناقض : فإن من الواجب على المحاور ألا يناقض
حوارة كلامه بعضة بعضاً .
. 4 الحجة لا تكون هي الدعوة : البعض من الناس يجعل دعواه حجة و يقول
: ما دام أني قلت هذا القول
فقولي هذا حجة و دليل و يزكي نفسة و بعضهم يحسب قوته بطول عمرة .
5. الإتفاق على المسلمات : فالأصول لا يُناقش فيها و لا يُحاور , عندنا ثوابت في الملة
فلا ينبغي أن نضيع أو قاتنا بالجلوس لمناقشة الأصول الثابته
; كألوهية الباري سبحانه و تعالى ,
و استحقاقة للعبودية جل في علاه , فهذه أمور مسلمات و مقررات
و مقررات و مجمع عليها .
6. أن يكون المحاور أهلاً للحوار : فلا تأت برجل مشهور عنه الجهل و النزق
و الطيش و تحاوره ,
لأن هذا أذاه أكثر من نفعه , و قد يحرجك أمام الناس , إما ان يتعرض لك أو يتعرض
لنفسة بالأذى و للمسلمين .
و يقول إبن تيمية : إن بعض أهل البدع لما حاوروا أهل السنه حاوهم أناس
ضعفاء من أهل السنه فغلب
أهل البدع أهل السنه فضن العوام ان الحق مع المبتدعه فذهبوا معهم .
7. نسبة القرب و البعد من الحق : فالأمر نسبي , لا يشترط دائماً أن يكون مائة بالمئة
أن يوافقني في كل شئ فهو أخي أتولاه و أدعو له في أدبار الصلوات ,
أو يخالفني فهو عدوي و أتبرأ منه و أدعوا عليه
8. التسليم بالنتائج : فإذا تواصل المتحاورون في حوارهم إلى أمور ,
فعلى المغلوب أن يسلم للغالب , و هذا من
طلب الحق , يقول عبد الرحمن بن مهدي :
إن أهل الخير و أهل السنة يكتبون ما لهم و ماعل
و أهل البدع لا يكتبون ما كان لهم .
9. المحاورة بالحسنى : و من أدب الحوار كما يقول العلماء كأبي حامد الغزالي
في الإحياء : أن تحاوره فلا
تتعرض لشخصة , و لا لحسبة ولا لنسبة و أخلاقة و إنما تحاوره
على القضية لأن بعض الناس
يترك الكلام و يتهجم على خصمة المحاور أمامه .
10. الإنصاف في الوقت : فإذا حاورت إنساناً لا بد أن تتفق معه و تقول له
: تصبر لي و تسمع مني
حتى أنتهي , و أصبر و أسمع منك حتى تنتهي ,
لك خمس دقائق و لي خمس دقائق ...... و هكذا .
11. حسن الإنصات : فكما تطلب من محاورك أن يحسن الإنصات ,
و الإستماع إليك - وهو من الأدب -
فعليك ان تستمع له إذا حاورك , لأن بعضهم ينقصة حسن الإنصات ,
و حسن الإنصات من حسن الخلق .
12. احترام المحاور : فالشخص الذي تحاورة إما أن يكون مسلماً فينبغي
أن تحفظ له حق الإسلام ,
و إما أن لا يكون مسلما , فهذا يعامل معاملة إنسانية و يجادل بالتي هي أحسن ,
لأن هناك أمور نسبية تصلنا بالناس .
13. اختيار المكان المناسب للحوار : و الأحسن أن يكون في حلقة ضيقة من
أهل العلم و أهل الرأي
و الرشد و لا يكون في مكان عام .
و في الختام
أن طريق الحوار و لين الكلمة ينتج لك من القبول و سماع الناس
و إحترامهم مالا يدور على بال ولا يخطر في خيال .
.. هذا ما استطعت إختصارة
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبة و سلم
محبتكم
حنــان أيــوب