الخميس، 5 نوفمبر 2009

وجهة نظر .. " هكذا أذهلتني الحياة ! "

بسم الله الرحمن الرحيم

منــــــاقشة كتاب : ( الحياة مذهلة ) للكاتب : مايكل هيبيل


الكتاب رائع و يحتوي على أفكار رائعة في اكتساب حياة أفضل في المجالات التي ذكرها الكاتب و التي تعتبر من مقومات الحياة الأساسية ،و لكنها قد تكون مذهلة فقط للكاتب و مجتمعه و فئة قليلة من الناس ، أما بالنسبة لنا فإن توفرت مقومات هذا الكتاب أو غيره _أغلب الكتب تتحدث عن نفس الأشياء و دائما ما تتكرر،مثل كتاب ( سخر عقلك لضمان الصحة والثراء والسعادة )لجوزيف مارفي و كتاب (ال99% الأخرى ) لروبرت كوبر ، و كتاب (كيف تحول أحلامك إلى حقيقة) و كتاب ( افضل سنة في عمرك الآن ) ، وكتاب ( غير تفكيرك غير حياتك ) لبريان تراسي وقائمة طويلة من الكتب التي لا تنتهي _ ، هي أقل من أن تجعل حياتنا مذهلة ، هي من الممكن أن تجعلها ممتعة نوعا ما،أما الحياة المذهلة عندنا هي في أمور أسمى من تلك و أرقى _ فكلمة مذهلة من ذهل و معناها السلو و طيب النفس في لسان العرب _ ،و لكني أحمد الله أن وصلنا هذا الكتاب و وفقنا لقراءته لنتذكر عطايا الرحمن على الأمة و لنرجع إليها دوما .

من وجهة نظري :

الحياة مذهلة إذا لم نفصلها عن الهدف القدسي الذي يجعل منها عبادة ، ويجعل من صاحبها عبدا يمارس بها عبوديته لله بالسلوك الاختياري، المشكلة أن تصبح الحوافز الدافعة إلى الحياة المذهلة إمتاع النفس بحظوظها و الركون إلى زهرة الحياة الدنيا بدلا عن الإقبال بها إلى الله .

الحياة مذهلة عندما نفهم حكمة ابن عطاء التي تقول : سوابق الهمم لا تخرق أسوار القدر .

الحياة حقا مذهلة عندما يغيبك اللطف الرباني عن الأكوان لتعيش مع المكون ، وعندما تنظر إلى الأشياء بعين غير التي كنت تنظر بها من قبل ، و عندما تدرك بفكر غير فكرك السطحي الذي كنت تدرك به من قبل ، و عندما تستيقظ من الغفلة النفسية و تنطلق من سجن الوقوف عند ظواهر الأشياء فتتجاوز دائرة من قال الله عنهم : ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) .

أذهلني في الحياة :

رب أسرة قام في جوف الليل فرأى الفتاة تصلي في زاوية من البيت و سمعها تقول وهي ساجدة : اللهم إني أسألك بحبك لي أن تسعدني ، أن تعافيني ، أن تكرمني .. إلى آخر ما كانت تدعوا إليه ، استعظم الرجل صاحب البيت كلامها هذا و انتظر حتى إذا سلمت من صلاتها أقبل فقال لها : ما هذا الدلال على الله ! قولي : اللهم إني أسألك بحبي لك أن تسعدني ، أن تكرمني ...

قالت له : يا سيدي لولا حبه لي لما أيقظني في هذه الساعة ، ولولا حبه لي لما أوقفني بين يديه ، ولولا حبه لي لما أنطقني بهذه النجوى ... _ مذهلة هي الحياة عندما ندرك حقيقة من الحقائق الربانية و نستشعر لذتها فنعيش حياة مذهلة ، بل قل الحياة المذهلة عندما اعتزل الوجود لأكون مع الموجد _

هذا هو التوحيد و طيب النفس الذي ينبغي أن يصطبغ به كل منا ، فكيف تمتن على الله بصلاتك و هو الذي وفقك إليها ؟!

ومنتهى الذهول ، عندما سئل أحد الصالحين ، ألا ترينا يا سيدي بعضا من كراماتك التي تزيدنا إيمانا و ثقة بالله عز وجل ؟

قال لهم : ألا ترون أعاجيب الخوارق و الكرامات التي يكرمني بها في كل لحظة ؟

قالوا له : لم نر شيئا بعد ..

قال : أفلا ترون أني أسير فوق الأرض دون أن تخسف بي ، ودون أن تنهمر علي النيازك و الشهب ؟.. أليس من الإكرام الإلهي – وأنا أستحق الهلاك بسبب تقصيري الدائم و تفريطي في اوامره و حقوقه – أن يحيطني بحمايته و رعايته فلا يهلكني كما قد أهلك الكثير ممن كانوا قبلي ؟!..

... ... ...

فرب مريض بمرض لا يرجى شفاؤه يعيش حياة مذهلة ، و رب فقير لا يملك مالا ليديره يعيش حياة مذهلة_ فهذه المقومات لا تتوفر كلها عند كل الناس ولكن الله عدل في توزيعه للأرزاق _ ، و رب وحيد _ فالأصدقاء هبة من الله _ يحيا حياة مذهلة ، كلما ناجى ربه قال : فرحت بك و قد فرح الناس بالناس و أنست بك وقد أنس الناس بالناس ...

هكذا أذهلتني الحياة ..

أفنان القاضي

الثلاثاء : ١٥ -١١-١٤٣٠


الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

مهلاً .. لم ننته من " حياة مذهلة " بعد !

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية ، نشكر كل الأرواح الطيبة التي أمسكت بكتابها و أتت لتنضم إلينا
ثم إننا نشيد بحرصكم على القراءة و الاستفادة قدر المستطاع ، و لذا فإنه وقت اجتماعنا بالأمس - و نظرًا لتسويف الكثير لموضوع الرؤية و الأهداف - قررنا التركيز في هذه الأيام على الجانب الشخصي المذكور في كتاب " حياة مذهلة " ،
فاليوم لدينا فرصة و إذا لم نستغلها شادّين قليلاً على أنفسنا .. ربما لن تأت فرصة أخرى بعد ذلك ، و ستسير الحياة بنا كما ترغب أو كما يرغب الناس ، لا كما نرغبُ نحن !

فلذا قررنا عقد ورشة عمل الأسبوع القادم بحول الله عن هذا الجزء تحديدًا ، حيث يتوجب علينا جميعاً التركيز على هذا الباب و وضع الخطط القصيرة و الطويلة المدى خلال هذه الأيام ، لنلتقي بحوله تعالى الثلاثاء القادم الموافق ٢٢ -١١-١٤٣٠ه في مقر نادينا ، و معنا خططنا و رؤانا حيث ستدير ورشة العمل الأخت أفنان القاضي لمتابعة سير وضعنا للخطط مرشدة إيانا في حال احتياجنا لأي مساعدة

كونوا بخير ،
و بارك الله في أوقاتنا جميعاً

نادي القراءة
أ. فاطمة الحارثي