السبت، 24 أبريل 2010

يوم الكتاب العالمي وقراءة لكتاب السابق ..


سلام من الله ورحمة منه تحفكم وبركة تصيب أرزاقكم

صباح / مساء ابتدأهـ بشوق لأعانق به أرواحكن الطاهرهـ

وكما تعلمن أحبتي كان اليوم الجمعة 23/ 4 ابريل

قد وافق اليوم العالمي للكتاب ...

.

.

كانت رحلتي للغوص في أعماق كتاب بسيطة جداً لكنها لم تخلو أبداً من المتعة

بالرغم من أن هذا الكتاب لا تتجاوز صفحاته المئة صفحة إلا أنه كان مكتنز بالبهاء..

كنتُ اليوم بـ رفقة أحرف

.. جبران خليل جبران ..

الأديب الشاعر ، الناقد البناء ، والرسام الفيلسوف ...

جمعتني به من قبل عدة كتب وعدة صفحات

آخر ما صافحت له اليوم كان كتاب " السابق "

عن الكتاب :

هو من أحد كتب جبران المكتوبة باللغة الإنكليزية

ترجمه : الأرشمندريت أنطونيوس بشير.

المقدمة كانت من دراسة وتحليل : د . نازك سابا يارد .

إصدار : دار المنال .

عدد الصفحات : 79 صفحة .

سعر الكتاب : 14 ريال .

.

.

بدايةً الكتاب يضم قصائد نثرية وأربعاً وعشرين قصة تخبئ خلفها الكثير من الرمزية

والتي تبعث في نفس القاريء الرغبة في التأمل العميق

وتفكيك شفرات كل قصة للوصول إلى المغزى المناسب .

يُحكى أن أغلبها كانت معظم مواقف جبران مع المجتمع حيث قرن بها آراءاً مثالية بطريقة رمزية أيضاً .

كان لمذهب المسيحية الذي يعتنقه جبران الأثر الواضح في كتاباته

حيث استمد في هذا الكتاب صوراً كثيرة من الإنجيل .

عرض في حكاياته حقائق اجتماعية بعضها كان صريح المغزى والأخرى كانت تحمل عدة تفاسير .

في بعض القصص وجه انتقاداً لـ بعض القيم المختلة مثل: جهل الناس ، والطمع .

كما أنه سخر من الشعراء وزخارفهم وتلاعبهم بالألفاظ في قصة " الشعراء " .

مقتطفات من الكتاب :

(1)

التوبة
دخل رجل في ليلة ظلماء إلى حديقة جاره ، فسرق أكبر بطيخة وصلت إليها يده
وحملها وجاء بها إلى بيته .وعندما كسرها وجد أنها عجراء لم تبلغ بعد نموها ، فتحرك ضميره في داخله
إذ ذاك ، وأوسعه تونيباً ، فندم على أنه سرق البطيخة ....

(2)

العالم والشاعر
قالت الحية للحسون : (( ما أجمل طيرانك أيها الحسون ! ولكن حبذا لو أنك تنسلّ
إلى ثقوب الأرض وأوكارها . حيث تختلج عصارة الحياة في هدوء وسكون! ))
فأجابها الحسون وقال : (( أي وربي ! إنك واسعة المعرفة بعيدتها ، بل انت
أحكم جميع المخلوقات ، ولكن حبذا لو أنك تطيرين )) .
فقالت الحية كأنها لم تسمع شيئاً : (( مسكين أنت أيّها الحسون ! فأنك
لا تستطيع أن تبصر أسرار العمق مثلي ، ولا تقدر أن تتخطر في خزائن المماليك
الخفية ، فترى أسرارها ومحتواياتها ، أما أنا فلا أبعد بك ، فقد كنت في الأمس
متكئة في كهف من الياقوت الأحمر أشبه بقلب رمانة ناضجة ، وأضأل الأشعة
تحولها إلى وردةٍ من نور .
فمن أعطي سواي في هذا العالم أن يرى مثل هذه الغرائب ؟ )) .
فقال لها الحسون : (( بالصواب قد حكمت أيتها الحكيمة ، فلا أحد إلاك يستطيع
أن يفترش ما تبلور من تذكارات العصور ، وآثار الدهور . ولكن وا أسفاه ،
فأنك لا تغردين ! )) .

فقالت الحية : (( إنني أعرف نباتاً تمتدّ جذوره إلى أحشاء الأرض ، وكل من
يأكل من تلك الجذور يصير أجمل من عشتروت )) .
فأجابها الحسون قائلاً (( لا أحد ، إلاك قد أهتدى إلى حسر القناع عن فكر
الأرض السحري . ولكن واأسفاه ، فأنك لا تطيرين ! ))
فقالت الحية : (( وأعرف جدولاً أرجوانياً يجري تحت جبل عظيم ، وكلّ من يشرب من هذا الجدول يصير خالداً خلود الآلة . وليس بين الطير أو الحيوان من أهتدى
إلى ذلك الجدول سواي )) .
فأجاب الحسون وقال (( بلى والله . فإن في منالك أن تكوني خالدة مثل الآلة
لو شئت . ولكن واأسفاة ، فأنك لا تغردين ! )) .
فقالت الحية (( وأعرف هيكلاً مطموراً تحت تراب الأرض ، لم يهتد إليه باحث أو
منقب بعد ، أزوره مرة في الشهر ، وهو من بناء جبابرة الأزمنة الغابرة .
وقد نقشت على جدرانه أسرار جميع الأزمنة والأمكنة ، وكل من يقرأها ويفهمها يوازي الآلهة في العقل والمعرفة )) .
فأجابها الحسون قائلاً (( بلى أيتها الحكيمة العزيزة ، فإنك لو شئت لاستطعت
أن تكتنفي بلين جسدك جميع معارف الأجيال . ولكنك وا أسفاه ، لا تقدرين
أن تطيري )) .

فاشمأزت الحية إذ ذاك من حديثه ، وارتدت عنه إلى وكرها وهي تبربر
في ذاتها قائلة : (( قبحه الله من غرّيد فارغ الرأس !!! )) .
أما الحسون فطار وهو يغني بأعلى صوته قائلاً :
(( واأسفاه، إنك لا تغردين ! واأسفاه، واأسفاه ياحكيمتي، فإنك لا تطيرين! )).

(3)

دوارة الريح

قالت دوارة الريح للريح :" قبحك الله ، ما أثقلك وما أملك ، أليس في وسعك أن تهبي في وجه غير وجهي ؟ ألا تعلمين أنك بعملك هذا إنما تعكرين صفو ثباتي الذي أعطاني الله ؟"
فلم تجب الريح بكلمة قط ، ولكنها ضحكت في الفضاء .

(4)

الصحيفة البيضاء
قالت صحيفة ورق بيضاء كالثلج :" قد برئت نقية طاهرة وسأظل نقية إلى الأبد ، وإنني لأوثر أن أحرق وأتحول إلى رماد أبيض ، على أن آذن للظلمة فتدنو مني وللأقذار فتلامسني "
فسمعت قنينة الحبر قولها وضحكت في قلبها القاتم المظلم ولكنها لم تدن منها
وسمعتها الأقلام أيضا على اختلاف ألوانها ولم تقربا قط
وهكذا ظلت صحيفة الورق البيضاء كالثلج – نقية طاهرة – ولك..... فارغة .

.

.

.

رغم أن الرحلة لم تستغرق إلا قرابة ساعة بـ قراءة متقطعة ..

إلا أنها منحتني متعة كبيرة ..

انتهيت

كانت قراءة بسيطة برؤية قلمي المتواضع

أتمنى أني وفقت

طبتم بكل الخير

وطاب بكم النبض

كل الحب

لجين بدوي

هناك تعليق واحد:

  1. (:
    يالها من متعة لنبض الكلمات..(ههه لو علمت ذلك الورقة البيضاء.. "قيمتها لم تكن في نقائها بل فيما يدون عليها ..")

    أما من سرق البطيخة (: أتساءل لو كانت جيدة هل كان سيندم على فعلته؟!

    وجميلة هي قناعة الحسون (:

    دمتم بخير (:
    سوسن القرينة

    ردحذف